الخميس، 11 أغسطس 2016

خاطرة (2)

لا تجعل الدنيا أكبر همك!
الدنيا دار ممر وليست دار مقر، الدنيا دار فناء وليست دار بقاء.
بهذا المنظار يجب أن تنظر الدنيا به، فبقدر ما تستقر هذه الحقيقة في قلبك، وتتضح لك، تكون حياتك فيها وتعاملك معها، ومع من فيها من العوالم المختلفة المتشعبة، أن تتيقن أنك لن تخلد فيها وأنك ما خلقت لها، وإنما لتعبرها، فاربأ بنفسك أن تنشغل عن الهدف الذي رسمه الله لك لتحقيقه في  هذه الفترة المحدودة، وهذه المهلة التي أعطاكه الله لتعمل ولتستعد للقاءه، والفوز بجنته، ولتحجز لنفسك مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولكن للأسف (من الناس من شغلتهم توافه الحياة عن مقصد الحياة، وألهتهم مناظر الطريق عن غاية السفر، كالسوائم لا ينظرون إلا ما بين أقدامهم).

عندما تنضم إلى قافلة الوجود، وتكون أحد السكان وعامري هذه الكرة الأرضية، وأنت لا تعلم شيئا ولا تدري عما يدور حولك من أحداث، وقد زودك المولى بالسمع والبصر والفؤاد، فاعلم أنه ما وهبك وامتنَّ عليك هذه النعم؛ إلا لأمر عظيم، فاسأل نفسك، علك تفهم المقصود فتشكر، فاسمع قول ربك سبحانه وهو يوضح لك الهدف واالغاية من خلقك، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ويقول حين يبين لك لمَ وهب لك السمع والبصر والفؤاد، ( وهو أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)، فما أكثر جحودك ونكرانك لنعم مولاك أيها الإنسان!


تخلق لهدف عظيم سام فتتعامى عنه، فتجعل همك الدرهم والدينار،  فإن هذا لا يستقيم في الميزان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق