الخميس، 11 أغسطس 2016

مستقبل العلاقة بين الحكومة الاتحادية وجوبالاند


ربما لا نجانب الصواب إذا قلنا إن مسألة جوبالاند من أكثر المسائل التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الصومالية المحلية والاقليمية، وزوبعة إعلامية ضخمة، وانقسم الناس بين معارض ومؤيد، حتى في أروقة (فيلا صوماليا) لم تكن نظرتها إلى إدارة جوبالاند نظرة ترحيب منذ أن ظهرت في مسرح الأحداث، لأنها كانت تخاف من بروز قوة كبيرة لا تدين بالولاء التام لمقديشوا، وتخرج عن بيت الطاعة، وتستقل في شؤون المنطقة، فتزداد الانقسامات بين الوطن، واتسمت العلاقة بين الجانبين في اللحظة الأولى بالصدام السياسي وتراشق التنديدات والتنديدات المضادة عبر وسائل الإعلام، ولم تكن جوبالاند تتوقف عن مشروعها بل تمضي إليه بتؤدة وبطء مستعينة بحلفائها في الاقليم، إلى أن فرضت نفسها على الواقع، واختارت رئيسها، وكونت البرلمان..... وما زالت العلاقة بين الجانبين تراوح بين الشد والجذب، وما زالت الحكومة الاتحادية تتحاشى عن اعتراف جوبالاند كحكومة اقليمية تجاوزت المرحلة الانتقالية، وهو ما حدا بجوبالاند الانسحاب عن المؤتمر التشاوري احتجاجا عن موقف الحكومة الفيدرالية.
وهذه الورقة هي محاولة لفهم العلاقة الشائكة بين الجانبين؛ بداياتها وتطوراتها، وهي محاولة أيضا لفهم اسباب الخلاف، واستشراف مستقبل العلاقة بينهما.
توطئة:
الأهمية الاستريجية لمدينة كسمايو
لا يمكن أن تشغل منطقة ما السياسة المحلية والاقليمية والعالمية إلا بفضل ما تتمتع به من استراتيجة تجعلها محط أنظار الجميع، وموضع الطمع، ومبعث التنافس فيها، فما أهمية مدينة كسمايو ومنطقة جوبا السفلى وجوبا الوسطى، وجذو، التي تتألف منها (جوبالاند)؟


كسمايو مدينة إستراتيجية من الناحية الجغرافية والاقتصادية؛ فهي تطل جغرافيًّا على المحيط الهندي الذي يصل القارات بعضها ببعض، وفيها ثالث أكبر ميناء لجمهورية الصومال، ولها حدود مع كينيا التي تجاورها برًّا وبحرًا، وإثيوبيا التي لها حدود برية معها، إضافة إلى الامتداد والتداخل القبلي بين الصومال من جهة، وكينيا وإثيوبيا من جهة أخرى، لأن القبائل القاطنة في المناطق الكينية والإثيوبية المجاورة للصومال هي نفس القبائل القاطنة في ولاية جوبالاند (كسمايو) طبعًا إلى جانب قبائل أخرى.
أما إستراتيجيتها الاقتصادية فتكمن في الثروات السمكية والحيوانية وخصوبة أراضيها ووقوعها على ضفاف وادي جوبا، ولأهميتها خصّص الرئيس السابق سياد بري وزارة خاصة سماها "وزارة وادي جوبا"، وكانت التقارير تؤكد على أن الوادي يمكنه أن يؤمّن معيشة أربعين مليون نسمة، وقد زرعت منظمة الزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بساتين في المدينة اعتُبِرت أنجح مشروع زراعي في الصومال خلال العقدين السابقين إلا أنه تضرر نتيجة القتال بين القبائل حسب ما تشير إليه التقارير، يُضاف إلى ذلك النفط الذي اكتُشف أخيرًا على ضفاف المحيط والذي أصبح موضع اهتمام كبير على مستوى العالم.
تمتاز كسمايو بتنوعها العرقي حيث تمثل وجه الصومال الحقيقي وتوجد فيها كل القبائل الصومالية على اختلاف بطونهم، ولهذا فإن المدينة لم تهدأ منذ انهيار النظام السابق وحاول زعماء الحرب والعشائر والإسلاميون السيطرة عليها كما هو الحال في مقديشو، لأن كسمايو المدينة الثانية من الناحية الإستراتيجية بعد العاصمة مقديشو(1)

فكرة إنشاء جوبالاند
لم يبدأ مشروع جوبالاند منذ سقوط كيسمايو بيد القوات الكينية والصومالية في شهر أكتوبر عام 2012م وبروز أحمد مدوبي كزعيم سياسي، وإنما كان حلم مشروع جوبالاند موجودا أثناء الحرب الأهلية الصومالية غير أن المشروع ظهر بقوة في سبتمبر 2008م بقيادة محمد عبدي غاندي وزير الدفاع الأسبق في الحكومة الانتقالية في زمن عبد الله يوسف الذي كان يطمح إلى دولة إقليمية اسمها أزانيا(2).، وقد سعى غاندي لتحقيق هذا الحلم كثيرا وعقد مؤتمرات عدة في الخارج، واستقطب داعمين للمشروع وكانت كينيا الداعم الأساسي لدولة أزانيا المزمع إنشاؤها، وفرشت لها البساط ودربت مليشيات صومالية، وأرسلت هذه المليشيات إلى الحدود لتكون حاجزا بينها وبين حركة الشباب المجاهدين، إلا أن تلك العناصر الصومالية فشلت في تحقيق دفع المكروه عن الحكومة الكينية، فأرسلت جيوشها إلى الصومال لتقوم المهمة بنفسها، ولتقيم منطقة عازلة في عمق 100 كم، وسد همجات حركة الشباب.

استيلاء مدينة كسمايو وبروز أزمة إدارتها
كان الجميع بما فيها كينيا، إثيوبيا، الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، القبائل الصومالية، والحكومة الصومالية، كانوا متفقين على طرد حركة الشباب المجاهدين واستيلاء المدينة، ولكن لم يكن ثمة اتفاق على كيفية تقاسم الكعكة، ومن سيكون له اليد الطولى في إدارة المدينة، فبرز الخلاف إلى السطح وبدأ التراشق بالاتهمات عبر وسائل الإعلام، وأصبح الصراع داخل البيت الصومالي؛ خاصة بين الحكومة الاتحادية وبعض القبائل التي اصطفت معها، وبين جوبالاند وممثلها الأبرز أحمد محمد إسلان أحمد مدوبي، واكتفت الدول الاقليمية والعالمية بالدعم السري أو العلن بين الجانبين.
وأخيرا تطور الأمر إلى معارك دامية راح ضحيتها بعض أبناء الوطن، وكاد الأمر يتطور إلى قطع العلاقات بالكامل بين الحكومة الاتحادية وإدارة جوبا، (وبعد شد وجذب وتصريحات متبادلة وفجوة تتسع يوما بعد يوم فرشت إثيوبيا سجادة المفاوضات  بين الطرفين وانتهت باتفاق وقعها من طرف الحكومة فارح شيخ عبدالقادر ومن جهة جوبالاند  أحمد مذوبي، وتم التوصل إلى أن الإسم ( إدارة جوبا ) وهي مؤقتة وتنتهي ولايتهم بعد سنتين وغير ذلك .  وقد أغضبت بنود الإتفاقية مؤيدي كلا الطرفين إذ كان يرى كل جناح بأنه إجحاف بحق مشروع له،  كان يجب التمسك به أفرطت به الجهة الممثلة له)(3)
ورغم هذا الاتفاق لم تتخل الحكومة الفدرالية بوضع العصي على دواليب جوبالاند لإعادتها الي بيت الطاعة، ولم تأل جهدا في منع ايجاد استقرار سياسي في كسمايو فيما يبدو حتى لا يتفرغ أحمد مدوبي لأمور أخرى تضيق الخناق على الحكومة الفدرالية والرئيس حسن شيخ محمود،  وكان آخر هذه المحاولات تصويت البرلمان الاتحادي على حل برلمان جوبالاند مما اغضب الرئيس احمد مدوبي والذي أعلن بدوره تعليق علاقاته مع الحكومة المركزية، ردا على تلك الخطوة التي كانت مفاجأة بكل المقاييس. وكان هدف الحكومة من هذه الخطوة قطع الطريق على الاتنخابات الرئاسية التي كانت مقررة اجراؤها في جوبالاند يوم 15 من شهر اغسطس 2015م، والتشكيك في شرعية أحمد مدوبي إن فاز بهذه الانتخابات. ومن جانبها واصلت إدارة جوبالاند تحديها للنظام في مقديشو وقررت إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، ضاربة عرض الحائط قرار البرلمان الاتحادي المتعلق بحل برلمان جوبالاند ورفضت التزام اتفاقية اديس أبابا(4)، وقد علل مدوبي ذلك في مناسبات عدة بأن الحكومة نفسها لم تلتزم ببنود الاتفاقية.
وكانت المرحلة الأخيرة من التجاذبات السياسية بين الجانبين، ما حدث في المؤتمر التشاوري لرؤية 2016م، والخلاف حول الوضعية القانونية التي تتمتع بها جوبالاند، والوصف الذي تأخذه، إدارة جوبا الانتقالية، أم لها شرعية رسمية كحكومة اقليمية، لها ما لغيرها من الإدارات المنضوية تحت مظلة الحكومة الفدرالية؛ وهو ما تحفظت عنه الحكومة الفدرالية الاعتراف به، وتسبب في انسحاب وفد جوبالاند من المؤتمر احتجاجا على قرار الحكومة.
وقال وزير الدولة في رئاسة جوبالاند عبد الغني عبد جامع متحدثا عن أسباب انسحاب الإقليم من المؤتمر “أن المشكلة بين الحكومة الفدرالية وجوبلاند تكمن في شأن الوضعية القانونية لإدارة جوبالاند واعترافها كإدارة إقليمية” وأضاف عبد الغني ” أن إدارة جوبالاند خرجت من المرحلة الانتقالية منذ تنصيب أحمد مدوبي رئيسا لها في 12 من الشهر الجاري بمشاركة رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود نفسه” وتسائل الوزير “لماذا تستمر المشكلة بين الجانبين بعد ذلك”؟(5).
سؤال قائم: لماذا تستمر المشكلة بين الجانبين؟ وأقول: وهل كانت الأسباب السابقة للخلاف نفسها وجيهة؟ أم كانت مجرد إهدار لوقت ومال وطاقات الأمة في صراعات وهمية لا طائل تحتها؟

الأسباب الرئيسية للخلاف بين الجانبين:
الخلاف بين كسمايو ومقديشو لم يهدأ يوما منذ سقوط الحكومة المركزية بقيادة الجنرال محمد زياد بري، إلا في فترة حكم العقيد بري أدم شري (بري هيرالي)، الذي تزعم تحالف "وادي جوبا"، وكانت الصراعات تأخذ معظمها على شكل تناحر قبلي في السلطة والسيطرة على المدينة، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي لم تتوقف يوما عن السعي بين الفرقاء الصوماليين، وتوسيع هوة الخلافات فيما بينهم؛ وبناءً على هذا يمكننا أن نشير أهم الأسباب التي تحول دون الوصول إلى اتفاق بين الجانبين:
1.       انعدام الثقة بين الطرفين: ولعل مردّ هذا الأمر هو التنافر بين القبائل الصومالية بحيث يُنظر إلى كل أمر من منظور قبلي بعيد عن الوطنية والقومية(6)، فالحكومة الاتحادية تتلقى ضغوطات كبيرة من بعض عشائر مقديشو، والتي تدعي بأنها لم تحصل على نصيبها من إدارة جوبالاند وتحرضها لممارسة مزيد من الضغوط على رئيس جوبالاند أحمد مدوبي ليقدم تنازلات إلى تلك العشائر(7)، وقد تحالفت هذه القبائل مع العقيد بري هيرالي الذي كان المعارض الأبرز والأشد لجوبالاند، ومن جانبها ترى القبائل المؤيدة لمشروع جوبالاند، بأن هذا المشروع هو مشروعهم، ويدافعونه بقوة.. الكل ينظر ويفكر بعقلية قبلية محضة، فانعدمت الثقة.
2.       وجود نفوذ القوات الأجنبية، وتدخلاتهم الدائمة للشؤون الداخلية الصومالية، ولا يمكن أن نتصور منهم حسن نية، لأنه من المستحيل أن يكون الجزار رحيما بذبيحته التي يسلخ جلدها، وتهدف كل هذه التدخلات إلى إجهاض طموحات التيار الإسلامي الساعية إلى إقامة أنظمة تحكم بالاسلام، والحيلولة دون أي مشروع قومي وطني يسعى إلى إعادة دولة صومالية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة، وكذلك نهب خيرات البلاد بطرق غير قانونية، وإعاقة أي مصالحة صومالية حقيقية، والسعي لإقامة حكومات موالية لها، وضرب بعضهم ببعض، لئلا يتفرغوا فيرموهم بقوس واحد...
هذه التدخلات الأجنبية التي طالت أيضا – كما يقول رئيس حزب المؤتمر الصومالي (كلن) –  مواسم الانتخابات حيث هناك أيادي أجنبية تدعم بعض المرشحين بالمال لشراء أصوات الناخبين، مما يعني أن الرئيس الصومالي لايصل إلى الحكم عن طريق رغبة الناخبين (الشعب –البرلمان)(8)، وهذه التدخلات التي تلك أهدافها وبلغت إلى مستوى مشاركة تنصيب الرؤساء، هي نفسها التي تزرع الخلاف بين الجانبين، وتؤثرهما حسب ما تقدم لكل منها من الدعم المادي والمعنوي، فمن لا يملك قوته لا يملك قراره كمايقال.
3.       ضعف الحكومة المركزية، هذا الضعف الذي لا يخفى على أحد، حتى وإن حاول المتربعون على كرسي الحكم  إخفاء الحقيقة، وهو ما جهر به أخيرا أحد المقربين الأوائل للرئيس حسن شيخ محمود وأبرز المشاركين في صياغة مشروعه الانتخابي الأول، قال وهو يصف تصريحات الرئيس "بالبعيدة عن الحقيقة"، تلك التصريحات التي أدلى بها بعد أن زار مدينة أفجوي الواقعة على بعد 30كم جنوب غرب مقديشو يوم الخميس 10/9/2015م على متن طائرة مروحية قال في خطبته: “إن حركة الشباب هزمت، وإن هناك عناصر قليلة تحاول إعادة تنظيم صفوفها، وتشن هجمات متفرقة هنا وهناك”، والحقيقة بعيدة عن هذه الرؤية إذا نظرت إلى الخسائر الفادحة التي لحقت بالقوات الأوغندية والبورندية في شبيلي السفلى، إضافة إلى الهجوم الذى تعرضت له أماكن حساسة في مقديشو من القصر الرئاسي ومقر البرلمان والفنادق المهمة، وانسحاب قوات الأمصوم من مناطق مختلفة من شبيلى السفلى، والحصار المفروض على مدينة بولو بردى فى محافظة هيران وسط البلاد، وسيطرتها على كامل محافظة جوبا الوسطى، كل هذه الدلائل لاتؤيد تصريحات الرئيس السالفة(9).، هذا الضعف البين هو ما يغري الحكومات الاقليمية على التصرف بعيدا عن الحكومة الفدرالية، فلو كانت مكتفية بقوتها الذاتية، وبسطت سيطرتها على كافة الأقاليم لما حدث لها كل ذلك.
4.       وهناك سبب رابع يمكن الإشارة إليه، وله دور في الخلافات المتكررة بين الحكومة الاتحادية وإدارة جوبالاند، وهو خوف الرئيس حسن شيخ محمود والثلة الحاكمة معه من تنامي دور جوبالاند وبونتلاند، وينظر التقارب فيما بينهما بعين الريبة والشك، ويخشى أن يكوِّنا حلفا مناوئا ومنافسا له، يستطيع أن يرجح كفة السباق إلى قصر الجمهورية الذي سوف يقام في 2016م. ويسعى الرئيس وأعوانه بكل ما أوتوا من قوة لتحجيم جوبالاند، وعرقلة مسيرتها، والحيلولة دون تشكل تحالف بونتلاند وجوبالاند.
مستقبل العلاقة بين الحكومة الاتحادية وجوبالاند
ومن خلال الاستعراض التاريخي الموجز لمحطات الصراع بين الحكومة وإدارة جوبالاند، يكون من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، ولكن يمكن أن نقول بأنها لا تخرج عن أحد أمرين إما النجاح أو الفشل. ويمكن أن نتصور الآتي:
1.       أن تتفاهم الحكومة وجوبالاند وعموم الإدارات الاقليمية على كيفية وصيغة معينة لإدارة البلاد، ويتصالحوا فيما بينهم، ويسعى الجميع إلى تحقيق الأمن والاستقرار، ويكون باب الحوار مفتوحا، وخاصة إذا ما نجح مدوبي في إجراء إصلاحات فى القضايا الجوهرية التى كانت تثير الخلافات مثل كيفية تشكيل البرلمان الإقليمي، واقتسام السلطة بين القبائل الصومالية القاطنية فى مناطق وادى جوبا. واتخذت الحكومة الفيدرالية التدابير اللازمة للإرتقاء بمستوى العلاقة بينها وبين الإدارات الإقليمية، وتأتي برؤية واضحة لتحسين صورتها أمام العالم(10). ويبعدوا الأيادي الخارجية عن سياسة البلاد، فيكون الوطن صومالي السياسة والقوة والمال، فيتضاءل مستقبل بقاء القوات الأجنبية، وهذا السيناريو مع جماله وسهولته سيبقى بعيدا المنال في ظل الأطماع القبلية والشخصية والدولية المحمومة.
2.       أن يستمر تضخيم المشكلة وتصعيدها أكبر من قدرها، فتزداد الأمور تعقيداً يوما بعد يوم، خاصة في ظل إصرار أحمد مدوبي على مقاطعته لمقديشو، وإصرار مقديشو على عدم اعترافها لجوبالاند، ويمكن أن يؤدي هذا إلى إعلان جوبالاند إدارة مستقلة عن الحكومة الفدرالية ربما تؤيده جهات داخلية وإقليمية ودولية لتضعيف الحكومة المركزية وعدم إنجاح رؤية 2016م لانتقال السلطة في الصومال(11). وربما هذا ما تخطط له بعض الجهات الدولية الضالعة في الشؤون الصومالية.

كلمة أخيرة:
إن التحدّي الأكبر في تسوية المأساة الصومالية يتوقف بالدرجة الأولى على إرادة الصوماليين أنفسهم، ومدى حرصهم على أمن وطنهم واستقراره، وإنقاذه من الانهيار الذي يعانيه منذ عدة عقود، والذي كان الشعب الصومالي هو الخاسر الأكبر فيه، بعد أن أصبح مجرد أداة في يد عدد من القوى الإقليمية والدولية الساعية لتعظيم مكاسبها وتصفية حساباتها، واتخذت من الصومال أرضاً وشعباً مسرحاً لممارساتها(12)..
لذا فعلى الصوماليين أن يفكروا في مستقبل وطنهم، وأن يفطنوا للمخاطر المحدقة عليهم، ويقدموا المصالح العليا للأمة على المصالح الشخصية والقبلية أو الحزبية الضيقة، ويغلقوا الأبواب عن التدخلات الأجنبية، ويوقفوا عقلية الاستقواء بالدول المجاورة.



(1)  أحمد عبد الله - محاضر في الجامعة الأميركية في نيروبي، كسمايو الصومالية وشبكة الاستراتيجيات الأمنية والسياسية بالقرن الإفريقي، http://studies.aljazeera.net/reports/2012/12/201212510494970142.htm
(2)  مستقبل العلاقة بين مقديشو وجوبالاند بعد تنصيب أحمد مدوبي (تحليل)، مركز مقديشو للبحوث والدراسات http://mogadishucenter.com/blog/2015/09/12/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%88-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D8%A8
(3)  عبد مهد شيخ أحمد شرحبيل، الأزمة السياسية بين الحكومة الاتحادية وجوبالاند… واقع أم إفتعال؟، http://mogadishucenter.com/blog/2015/06/08/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A
(4)  عبدالرحمن عبدي، كاتب وصحفي صومالي، جوبالاند.. الأهمية الاستراتيجية وآفاق المستقبل(1-3)، http://mogadishucenter.com/blog/2015/08/31/%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A2%D9%81%D8%A7%D9%82/ بتصرف.
(5)  أسباب انسحاب وفود بونتلاند وجوبلاند من المؤتمر التشاوري في مقديشو، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، http://mogadishucenter.com/blog/2015/09/21/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D9%81%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D9%85
(6)  أحمد عبد الله - محاضر في الجامعة الأميركية في نيروبي، كسمايو الصومالية وشبكة الاستراتيجيات الأمنية والسياسية بالقرن الإفريقي، مرجع سابق.
(7)  عبدالرحمن عبدي، كاتب وصحفي صومالي، جوبالاند.. الأهمية الاستراتيجية وآفاق المستقبل(2-3)، http://mogadishucenter.com/blog/2015/09/07/%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A2%D9%81%D8%A7%D9%82-2/
(8)  عبد القادر محمد عثمان”برنامج” رئيس حزب المؤتمر الصومالي(كلن)، ثلاث سنوات من المعاناة، ترجمة مركز مقديشو، http://mogadishucenter.com/blog/2015/09/17/%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9
(9)  عبد القادر محمد عثمان”برنامج” رئيس حزب المؤتمر الصومالي(كلن)، ثلاث سنوات من المعاناة، ترجمة مركز مقديشو، مرجع سابق.
(10)  مستقبل العلاقة بين مقديشو وجوبالاند بعد تنصيب أحمد مدوبي (تحليل)، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، مرجع سابق.
(11)  مستقبل العلاقة بين مقديشو وجوبالاند بعد تنصيب أحمد مدوبي (تحليل)، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، بتصرف، مرجع سابق
(12)  د. عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية الزائر، جامعة الإسكندرية، مصر. مستقبل الصومال بعد استكمال بناء المؤسّسات..الآفاق والتحديات، http://www.qiraatafrican.com/view/?q=1096

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق