الأربعاء، 24 يوليو 2019

انفجارات مقديشو.. جرح نازف فأين المخرج؟



فتحت الانترنت لألقي نظرة على طبيعة الانفجارات التي حدثت في الصومال في السنوات العشر الأخيرة، وإذا بي أمام كمٍّ هائل من الأخبار المأساوية، حتى تقول في نفسك ما من يوم يولد إلا ويحمل نعيا لبيت من بيوتات مقديشو الكئيبة، وهذه طرف من عناوين الصحف الالكترونية والمواقع العنكبوتية تنبؤنا بشاعة الوضع في مقديشو:
"سماع دوى انفجار هائل فى قلب العاصمة الصومالية مقديشو
مقتل 4 وإصابة 5 أشخاص فى انفجار مركبة خارج مطعم بمقديشو فى الصومال
السعودية تدين انفجار أودى بحياة 16شخصا العاصمة الصومالية مقديشو
دوى انفجار ضخم يهز مقديشو بالصومال وارتفاع أعمدة الدخان فى السماء
ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير مقديشيو إلى 29 قتيلا و80 جريحا
مصرع 15 شخصًا وإصابة 30 آخرين فى انفجار سيارة مفخخة فى مقديشو
ارتفاع حصيلة تفجيرات العاصمة الصومالية إلى 41 قتيلا"
هذا غيض من فيض، ومثال لمئات العناوين المحزنة التي يندى لها الجبين، كل يوم نودِّع فيه فلذات أكبادنا، ولا ندري لماذا يموتون، شباب في مقتبل العمر يذهبون ضحية هذه الانفجارات، يغتالون شبابهم وأحلامهم الوردية التي طالما تغنوا بها، ولحَّنوها تلحينا، وما دروا أنهم باغتيالهم اغتالوا معهم سنوات من التعليم وجهود جبارة من التربية والتثقيف،  وقاموا بعملهم هذا وأد أحلام أمٍ سهرت الليالي وأضناها الجوع لترى فلذة كبدها يقف على قدميه، ويبني مستقبلها ومستقبله بيديه وبعرق جبينه، بل يوارون التراب على أحلام أب كان ينسج خيوط الأمل على فتاة أنفق عصارة جهده وزبدة عمره ليراها تتبوأ مكانة لائقة، وتكتب غدا أفضل لأسرة أعالها بعرق الجبين، وبحمل الأثقال على ظهره الذي احدودب أخيرا بسبب السنوات العجاف والحياة التي أنهاها بالعتالية!!!
تلك هي آثار الحروب الدائرة بين الفرقاء التي أشرفت على إتمام عقدها الثالث على التوالي، بعد سقوط الحكومة المركزية، كل يوم بشعار جديد، ولافتات طازجة، وبأبطال وممثلين جدد، تقودهم مآربهم ومطالبهم الآنية، غير آباهين بمستقبل البلاد والعباد، ينفذون أجندات وإملاءات خارجية، حروب بالوكالة توجهها أطماع توسعية صليبية ممتدة عبر الحقب، وضاربة في جذور التاريخ، كل ذلك لتركيع الإنسان الصومالي الذي أبى الخنوع والركوع طواعية، وقتل هويته وإذلاله ليتنازل عن دينه الحنيف، ويسلم أرضه وبلاده وما حواه من خيرات فوق الأرض وتحت الأرض! حروب لم تتوقف لحظة منذ أشرقت الرسالة المحمدية، ووطئت أقدامها فوق ثرى أرض الهجرتين، معارك يقودها الأحباش الأوباش بمعاونة العالم الصليبي أجمع.
والسؤال الذي يفرض نفسه علينا، لماذا هذه المصائب خاصة على مقديشو، لماذا لا تشرق شمس السلام على ربوع البلاد، لماذا لا يبزغ فجر يوم جديد يحمل معه تباشير الأمن والاطمئنان لأهل الصومال ولسكان العاصمة خاصة؟
جيوش غازية لا ترحم جاءت إلى البلاد تحت مسميات كاذبة "حفظ السلام" أو "إعادة الأمل" زورا وبهتانا، فلا هم حفظوا أمنا، ولا هم أعادوا أملا، بل هم من أخمدوا الشعلة التي أضاءت لنا من بعيد أيام المحاكم الإسلامية 2006م، وهم هم من شتتوا شملنا من قبل 1991م، وهم ووكلاؤهم من  قتلوا ويسهرون ليل نهار لئلا يجد أملنا بيئة ينبت فيه ويترعرع ويثمر!!
فما لم نعد إلى الله تائبين "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" وما لم نرجع إلى ديننا "حتى ترجعوا إلى دينكم" وما لم نتوحد ونعتصم بحبل الله المتين وننبذ التفرق والتشرذم والتناحر البغيض "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وما لم نجاهد صفا واحد "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" ....... ما لم نعمل هذا كله فإن الدماء ستسيل إلى الأبد عبثا وتذهب هدرا، وحرام علينا أن نرى بركات السماء والأرض "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون"
وما أصابنا إلا ما اقترفت أيدينا "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"!
فهل من توبة صادقة إلى الله قبل فوات الأوان؟
"يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"
إن التعويل على الحلول الخارجية، وما سمي بالأسرة الدولية، والارتماء في أحضانهم رجاء أن ينتشلونا من النفق المظلم الذي نتردى فيه، هو ضرب من الجنون والخبل والحول السياسي، فمتى كان الجزار رحيما بذبيحته!! ومتى صار الذئب راعي الأغنام وأمينا عليها!! 
ليس من العيب أن تقع على الأرض وتَكْبُوَ، ولكن العار والشنار أن لا تعرف الطريق إلى النهوض، وأن تستمرئ الانبطاح والعيش في الأوحال! إن مصيبتنا مصيبة فكرية إيمانية بالدرجة الأولى، فأمة يؤمن مثقفوها وساستها ورجال فكرها أن الحل لا بد أن يأتي من المجتمع الدولي، أو أن يكون مباركا له!! تلك أمة لا تستحق الحياة، وإن الأيام سوف تثبت لكم أن الجيوش الرابضة على أرضنا لا تنوي الخروج!! وأن الأمور إذا استمرت على الطريق المظلم الذي تسير عليه، سوف نفقد ما تبقى من الكرامة والاستقلال، وإن باب الوصاية على الأبواب ما لم توجد صحوة ناضجة، وعقول واعية لخطورة الوضع، وتأخذ على عاتقها مسؤولية الكفاح والنضال والجهاد من أجل الحرية الكاملة، وإن ضريبة التقاعس عن هذا الواجب والتقصير عنه؛ يحمل خطورة عظيمة وستكون ضريبته باهظة الثمن!!

هناك تعليق واحد:

  1. YouTube | videoodl.cc
    YouTube is a website that hosts videos related to sports and other is a YouTube channel youtube to mp3 320 that also hosts the UFC, MMA, and UFC. Watch the fight in the YouTube

    ردحذف