الثلاثاء، 18 أبريل 2017

لماذا يجب أن نتفاءل في الأسوأ؟ (2)

في في مقالة سابقة تحدثنا عن ظاهرة اليأس والقنوط التي تكاد تتحول في الوقت الراهن إلى ثقافة راسخة، يمكن إطلاقها  بثقافة اليأس والتيئيس؛ لأن هناك من يمكر بالليل والنهار، لتيئيس شباب الأمة، وزرع ثقافة القنوط من رحمة الله، ونصره وتأييده للمؤمنين، ويستخدم لهذا الغرض الماكر الخبيث طرقًا ملتوية وخفية ربما لا يفطن لها إلا النذر اليسير من أرباب العقول والقلوب النيرة بحيث يُصوِّرون لهم قتامة الواقع، وضعف الأمة، وتشرذمها، وتشرذم الحركة الإسلامية بكافة أطيافها، وانحراف الكثير منها، أو وقوعها ودورانها في فلك النظام العالمي الذي من أجل إزالته ومقاومته هبُّوا أول الأمر، وقدموا في سبيل ذلك الثمن الباهظ.
وفي المقابل يضخمون قدرات العدو، وتفوقه الهائل؛ عسكريًا وتقنيًا ومعلوماتيًا، الأمر الذي في النهاية يبث وينفخ بل ويكتب ويقرر في نفوس الشباب اليأس والإحباط والقنوط من جدوى أي محاولة أخرى للمقاومة أو التفكير فيها، لأن هذا ضرب من العبث، وإلقاء النفس إلى التهلكة، ودخول صراع ومعركة معروفة النتائج مسبقًا.
في هذا الجو الملبد بالظلم والظلام، وكثرة الرويبضة، يكون لزامًا علينا أن نرفع الآذان ونصرخ بأعلى أصواتنا، ونشعل مشاعل الأمل والتفاؤل الإيجابي العملي الحيوي. وقد أُثِر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
الفقيه حقُّ الفقيه: من لم يُقنِّط النَّاس من رحمة الله، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمِّنهم من عذاب الله.
هل معنى التفاؤل أن نخدع الناس ونصرفهم عن واقعهم؟
لا بد أن نحمل راية التفاؤل، ونفتح للناس باب الأمل على مصراعيه من غير غش ولا تخدير، بحيث نشخص الواقع كما هو، بلا مبالغة ولا مزايدة، وفي نفس الوقت، نقول لهم: لا، لا تقنطوا فالباطل كيان هش لا يقوى على الثبات أمام الحق إن لاح وبدا سطوع نوره، ووجد من يحمله حملًا حقيقيًا، ويترجمه لأرض الواقع، ويقدمه على صورته الربانية الأصيلة، ويستعد لتقديم كافة التضحيات في سبيل إحقاق الحق، وإبطال الباطل ويكون ستارًا لقدر الله الأزلي: “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون” (الأنبياء: 18(
ونستقرئ منهم التاريخ، ونطلب منهم التفكر والتأمل، ونترك للتاريخ أن يقول لهم:
إن التفاؤل أن تقف أمام الحشود
الجاهلة المستنكرة بأحقية حكم الله أن يسود في الأرض، وقوف النبي صلى الله عليه وسلم أمام كفار قريش على الصفا مبشرًا ونذيرًا فانبرى له أقرب الناس إليه وأشقاهم؛ أبو لهب قائلًا: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فيعرض عنه ويواصل دعوته غير مبالٍ للكلاب التي تنبح على جنبات الطريق، قام فأنذَرَ وأعذَرَ وبشَّر، فحاربه قومه بكل ما أوتوا من قوة، وصدوا الطرق أمامه، فتوجه إلى الطائف يدعو إلى الله، ويطلب النصير في الله، وفي تبليغ الرسالة، لكنه يعود بعد أن أغروا عليه السفهاء والصبيان، فقفل راجعًا إلى مكة، فقال له زيد: يا رسول الله، أترجع إلى مكة، وقد أخرجتك؟  فيقول –ﷺ–قولة الواثق بربه:
إن الله ناصر نبيه.
إن التفاؤل أن تجتمع عليك الدنيا، ويُهدر دمك، ويوضع على رأسك الأموال الطائلة؛ مئات الإبل، أو ملايين الدولارات، فيَتعقبك العالم أجمع، وبكل الوسائل، ويُرصد من أجل القبض عليك لجان المخابرات، ويُستنفر أهل البر والبحر، فيَقف رجال العدو أمام مخبأك، فيضطرب رفيقك، ويقول: والله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فتجيبه برباطة جأش: ما ظنك–يا أبا بكر–باثنين الله ثالثهما؟!
الثقة بالله ودورها في حراسة المؤمن من الاضطراب
هذا لا يعني أن المؤمنين لا يحزنون، ولا يتألمون، ولا يتضايقون من الشدة، لا ولكنهم كانوا يعملون ويجدون ويسعون، ويبذلون طاقتهم، مع ثقة بربهم، وتوكل عليه، ما يمنعهم من التردد والتخبط، ويحرسهم من الاضطراب، بل يزدادون عند اشتداد المحن والفتن يقينًا، واستبشارًا بالنصر، وطمأنينة وثباتًا، وتشبثًا بالحق، لمعرفتهم العميقة أن هذا هو الطريق؛ التكليف، ثم الامتحان، ثم التمحيص، ثم النصر والتمكين، طريق الأنبياء والرسل ومن آمن واتبع المرسلين منذ القدم، طريق الجنة الحقيقي: ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) ” (البقرة: 214 ).
وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة، عندئذ تتم كلمة الله، ويجيء النصر من الله: (ألا إن نصر الله قريب). إنه مدخر لمن يستحقونه، ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية، الذين يثبتون على البأساء والضراء، الذين يصمدون للزلزلة، الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة، الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله، وعندما يشاء الله وحتى حين تبلغ المحنة ذروتها، فهم يتطلعون فحسب إلى (نصر الله)، لا إلى أي حل آخر، ولا إلى أي نصر لا يجيء من عند الله، ولا نصر إلا من عند الله.
بهذا يدخل المؤمنون الجنة، مستحقين لها، جديرين بها، بعد الجهاد والامتحان، والصبر والثبات، والتجرد لله وحده، والشعور به وحده، وإغفال كل ما سواه وكل من سواه” (سيد قطب(
إنه تفاءل أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – حين ” قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174). ” (آل عمران:173-174) ” وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) ” (الآحزاب:22(
كيف نيأس والله تكفَّل بإهلاك الظالمين؟
إن المؤمن لا يتزعزع حتى وإن تألب العالم أجمع، حتى وإن تحزبت ملل الكفر لطمس معالم الدين، والصد عن سبيل الله، وإن حوصر وفرضت العقوبات الاقتصادية، حتى وإن صاح فرعون الغارق، ونمرود المتأله الضعيف أمام البعوض، وفدار أشقى قوم صالح،  وأبو جهل فرعون أمة محمد، وأوربان الثاني مجيش جيوش الحروب الصليبية، وبوش مفجر الحروب الصليبية المعاصرة، وترامب الكلب المسعور والمعتوه المأفون، لا يتضعضع المؤمن وإن أعلنوا جميعا: ” لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ ” ” إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)” (الشعراء:54-56) “إما معنا وإما مع الإرهاب” لأن الله أوحى لكل المؤمنين عبر موكب التاريخ بقيادة الرسل:
»فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) «
) إبراهيم: 13-14 (
ما هي مسؤولية المؤمن اليوم؟
إن مسؤولية المؤمن اليوم هي نفس مسؤولية ذلك المؤمن الذي وقف أمام الجاهلية العاتية المستكبرة عن منهج الله، المؤمن الذي وقف أمام جبروت فرعون حين كشف الستار عن نيته، وأعلن الحرب على الله ورسوله موسى – عليه السلام – ” وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) ” (غافر:26).
تأمل وتفكر في التهم الموجهة ضد نبي الله موسى–عليه السلام–تجد أنها نفس التهم الموجهة ضد الجماعة المؤمنة في كل الأزمنة والأمكنة “أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ (طريقة حياتكم، منهجكم، قانونكم، شريعتكم ودستوركم) أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (الفساد هو: تحكيم الشريعة، إقامة الدين، إخلاص العبودية لله، تعبيد الناس لرب العباد، إقامة العدل الرباني، إخراج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام(”
إنها مسؤولية المؤمن الذي ما وسعه إلا أن يصدع بالحق غير مبالٍ بالعواقب، ولا هيَّاب من الموت، ومن جبروت الطغاة وسطوتهم، قائلًا: “أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)” (غافر:28) فبيَّن وأوضح، وكشف زيف وأباطيل فرعون وزمرته، واستقرأ التاريخ، وأورد لهم الدليل القاطع منها على مصير المعاندين المستكبرين، وذكَّرهم بيوم التناد؛ يوم يولون الأدبار ما لهم من الله من عاصم.
فلما لم يرعَوُا، ولم يذعنوا للحق، وأوغلوا في اللجاجة والعناد، التجأ إلى مولاه واثقًا، موقنًا ومتفائلًا، ووكَّل أمره إليه قائلًا: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) ” (غافر:44) فكفاه الله من شرهم ومكرهم ولم يقدروا عليه مع أنهم ما تركوا طريقًا لإيذائه إلا سلكوه، ولا سبيلًا للفتك به إلا جربوه، وحاولوا التنكيل به “أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ (37)” (الزمز:36-37) “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(45)” (غافر:45) أهلكهم فنجاه، عذَّبهم فرحمه، أخلدهم في ذاكرة التاريخ من صفحتها السوداء، أحالهم إلى مزبلة التاريخ، لا يذكرون إلا بِشَرِّ سيرة وأخبث سريرة، بينما خلَّد ذكره في كتابه وأنزل فيه قرآنا يُتلى إلى قيام الساعة مدحًا وتشريفًا وتكريمًا
إنها مسؤولية عظيمة شعارها ” إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)” (الأنعام:162-163) لا تبالي إن كنت وحيدًا فريدًا، شريدًا طريدًا، لا يهمك أن يكفر الناس جميعًا، أو أن يذعنوا، أو يعرضوا، فالأهم أن تكون في هذا الطريق، سالكاً به داعيًا إليه ثابتًا عليه، المهم أن تأتيك المنية متمسكا به، لسان حالك:
ولست أبالي حين أُقْتَلُ مسلما  على أي جنب كان لله مصرعي
إلى أي تفاؤل ندعو؟
يتضح من هذا كله أن التفاؤل الذي ندعو إليه ليس بالتفاؤل الأبله–كما يقول الدكتور محمد راتب النابلسي–، التفاؤل السلبي الذي لا يتجاوز اللسان، والادعاء الأجوف، الذي لا روح ولا عمل ولا إيجابية فيه، بل هو ذلك التفاؤل الإيجابي الحيِّ، التفاؤل المفعم بالحيوية والحركة، الذي ينطلق في علياء السماء واقفًا على الأرض بروح يملؤها اليقين والطمأنينة، والذي لا يعرف السلبية ولا الطِيَرة ولا العدوى، التفاؤل الذي دفع العجوز الذي أنهكته السنون بغرس شجرة–وهو على موعد مع الموت–لا تؤتي أُكلها إلا بعد مضيِّ عشرين عاما، فلما سئل، أجاب: لو لم يغرس السابقون لما قطفنا، نحن نغرس ونتحرك ونبذر البذور، وأبناؤنا يقطفون الثمرة.
التفاؤل الذي كان وراء بعث النبي – صلى الله عليه وسلم – جيش أسامة وهو على يقين أنه لن يشهد خروجه للقتال ولا رجوعه منه، لأنه القائل: إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فصيلة فليغرسها إن استطاع غرسها قبل قيامها.
إذن وبعد كل ذلك أفلا يحق لي أن ” أحلم بذلك اليوم الذي يعود الوعي للشعب الصومالي، فيفيء إلى رشده، ليتحرر من القبلية، والتبعية لإثيوبيا وكينيا، فيرفرف على سمائه أعلام الحرية، ويتنفس الصعداء، ويخرج من التيه والحيرة المستحكمة على أبنائه؟

بل إلى أبعد من ذلك، فأحلم باليوم الذي تتوحد الأمة المسلمة من المشرق إلى المغرب، ويسود حكم الله في الأرض، وتعود الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتُفتح روما ويرتفع فوق أسوارها الآذان والنداء الخالد، ويتطهر الأقصى من دنس اليهود، وتعود الشام شامة، وأن تتحقق نبوءة سيدي وحبيبي محمد الهادي الأمين ” إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ” ” ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق