الخميس، 11 أغسطس 2016

كيف تكون متفوقا؟


1.      مفهوم التفوق.
التفوق هو ظهور قدرات أدائية عالية ومتميزة في المجالات المعرفية والإبداعية والفنية والقيادية أو في مجالات أكاديمية محددة.
والأشخاص المتفوقون هم الذين يظهرون هذه القدرات الأدائية العالية والمتميزة، ويحتاجون لخدمات أو نشاطات لا تتوافر عادة في المدارس وذلك من أجل توفير الفرص اللازمة لتطوير تلك القدرات إلى أقصى حدد ممكن.
وعرّف بعضهم بأنه الأمتياز في التحصيل الدراسي بحيث تؤهل مجموع درجات الفرد لأن يكون من أفضل زملائه، ولكنه تعريف قاصر.
إن التفوق يتضمن ثلاث مجموعات من السمات الأساسية:-

ü     الذكاء المرتفع في القدرة العامة والقدرات الخاصة.
ü     الانهماك في العمل بحماس.
ü     الإبداع والإبتكار.
2.       محددات التفوق.
     هناك محددان أساسيان هما الرسالة والرؤية:-
v    الرسالة:
حكي عن حكيم أنه قال: ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله.
والرسالة هي المهمة والدور وما تودُّ أن تسير عليه في الحياة، وهي شيء عام وطريق دائم.
v    الرؤية:
هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصيا لصنعها (ما تودُّ الصول إليه) فالرؤية هي خطة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.
إن الشخص الذي لا رسالة ولا رؤية له في الحياة معرض لهزات اجتماعية ونكبات مالية واضطربات نفسية.
فلا يمكن للإنسان أن يكون متفوقا حتى يكون لديه رؤية ورسالة واضحة في الحياة، وإلا فإنه سيظل حيرانا تائها تتخطفه الطير، حياته كلها ضنك وعذاب .
   3. أقسام الناس في التعامل مع الحياة:
                تعامل الناس مع الحياة على خمسة أنواع:-
o       الناجحون المتفوقون المنطلقون المححدون لمسارهم المتيقنون من طريقهم.
o       الجادون في الوصول لغاياتهم مهما كلفهم ذلك من مهام واجتهاد.
o       الباحثون الذين لديهم الاستعداد للتضحية والجهد ونبذ الشكوى.
o       المسقطون غير الجادين المنتظرين من السماء أن تمدهم بالحلول.
o       المثبطون غير الراغبين في الجد والاجتهاد.
4. كيف تكون متفوقا:-
من منا لا يريد أن يكون متفوقا بحياته، بعلمه، بقلمه، بفكره، بعقله؟
إذا كنت تريد أن تكون متفوقا في حياتك فحقق ما يلي:-
اكتشف ذاتك وما تصلح له، ومعنى ذلك أن تتعرف على مواهبك التي منحك الله، فتوظفها في بابها، سواءً علماً أو عملاً أو مهنة، فإن لكلٍ مذهباً ومشرباً صنوان وغير صنوان، وقد علم كل أناس مشربهم، ولكل وجه هو موليها، والناس أجناس، فحق على العاقل أن يمهر فيما يجيد، وكلٌّ ميسَّرٌ لِما خُلِقَ له، ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن كلَّ واحد منهم أجاد في بابه، فأبو بكر ضرب في كل غنيمة بسهم ولكنه برز في الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق.
وعمر قوي في ذات الله شديد على أعدائه، عادل في حكمه، وعثمان رحيم شفوق ذو تهجد وصدقات وبر وحياء ورقَّة، وعلى شجاع صارم خطيب نجيب فقيه.
وأُبيٌّ سيد القراء، ومعاذ إمام العلماء، وخالد رمز الأبطال، وابن عباس ترجمان القرآن، وحسان مقدم الشعراء، وزيد بن ثابت كبير علماء الفرائض، وأبو هريرة شيخ الرواة، وهكذا.
فاكتسب معارفك بنفسك بمهارتك وتجاربك ومزاولتك للأعمال ومباشرتك للحياة.
Ø     حدد أهدافك ولتكن واقعية ممكنة غير خيالية.
Ø     غير رأيك في نفسك: الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل، فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد، اشطب كل الكلمات السلبية من قاموس حياتك (لا أستطيع... لست ناجحا)، وردّد باستمرار(أنا أستحق الأفضل... أنا مبدع... أنا ممتاز... أنا قادر)
Ø     انو الخير فإنّك بخير ما نويت الخير.
Ø     الجدية والإرادة القوية والهمة العالية
قال الشاعر:
  إذا أردت تقدما ونجاحا        فأملأ الدنيا همة وكفاحا
Ø     ركِّز اهتمامك على عمل واحد، وانغمس فيه واحترق به وأعشقه لتكن مبدعاً.
Ø     ابدأ بالأهم فالمهم، وإياك والشتات وتوزيع الجهد، على عدة أعمال فإنه حيرة وعجز.
Ø     النظام طريق النجاح، ووضع كل شيء في موضعه مطلب الناجحين، أما الفوضى فهي صفة مذمومة.
Ø     النملة تكرر الصعود ألف مرة،  والنحلة تذهب كرَّة بعد كرَّة، والذئب من أجل طعامه هجر المسرَّة.
Ø     تذكر أن في القرآن: سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا.
Ø     فعليك بطريق التعب والمشقة حتى تصل﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ وإياك ثم إياك والكسل والتواني والتسويف والأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾ .
Ø     إن الله يحب المجاهدين ويكره العجزة الفاشلين، وإن ألذَّ خبز هو ما حصل بعد عرق الجبين، وإن أهنأ نوم ما كان بعد تعب، وإن أحسن شبع ما سبقه جوع، وإن الورد لا يفوح حتى يعرق، وإن العود لا يزكو حتى يحترق.
Ø     لا تؤخر عمل اليوم إلى غد فإن مَنْ زرعَ (سوفَ) أنبتتْ له ( لعل) وأطلعت ( بعسى) وأثمرت
( بليت) لها طعم الندامة ومذاق الحسرة.
Ø     فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وبادر الفرصة، واحذر البغتة، وإياك والتأجيل والتردد، وإذا عزمت فتوكل على الله.
Ø     لا بد للمتفوق الناجح من أن يكون قوي الملاحظة، دائم التركيز، حافظاً للوقت، مديماً للتدبر، طموحاً إلى المعالي.
Ø     المتفوقون لا يتفوقون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح، ولا يعتقدون أنه فرصة حظ، وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بعقولهم وأيديهم.
Ø     الثقة بالنفس والعمل بجد واجتهاد وعدم الخوف والهلع.
Ø     الاعتماد على التحصيل الذاتي
Ø     المثابرة والصبر والعمل الدؤوب.
Ø     البعد عن التوتر والتزام الهدوء وقت الصعاب .
Ø     الدافعية القوية والحلم الإيجابي والتفائل في الانجاز والنجاح.
Ø     وأخيرا: متابعة الشرع بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، مع الإخلاص، وأخَّرنا هذا البند ليكون آخر ما يقرأ به لسانك فيثبت.




*  أصل هذا المقال محاضرة شاركت فيها دورة انعقدت في مدرسة "فرجنة الأساسية والثانوية في مدينة كسمايو، فأحببت نشرها ليعم النفع، والله أسأل حسن القصد، جمعتها من كتب أهل العلم ثم صغتها لك.
للإستزادة اقرأ: مفتاح النجاح للدكتور عائض بن عبدالله القرني. وكيف تخطط لحياتك، واستمتع بحياتك للدكتور العريفي، وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق